أنواع التفكير
• أساسي ( ويشتمل على المعرفة والاستدعاء، الاستيعاب والتفسير، الملاحظة، التطبيق، المقارنة، التصنيف، التلخيص، تنظيم المعلومات (
• المركب ( ويشتمل على الناقد، الإبداعي، حل المشكلات، اتخاذ القرار(
• فوق المعرفي ( ويشتمل على التخطيط، مراقبة، تقويم(
الفرق بين التفكير الأساسي والتفكير الإبداعي
التفكير الأساسي:
• يعرف ما يبحث عنه.
• يحفر في مكان واحد إلى الأسفل ليتوصل إلى حل واحد للمشكلة.
• تسلسلي تعتمد كل خطوة على سابقتها.
• النتيجة صحيحة لصحة الخطوات.
• ينظر للمألوف بطريقة مألوفة أي ينظر للأمور البارزة أو المعتادة في الموضوع.
التفكير الإبداعي:
يبحث ولا يعرف ما يبحث عنه حتى يجده.
يحفر في أماكن متعددة فيتوصل لمجموعة من الأفكار لموضوع واحد في اتجاهات مختلفة (جانبي، تباعدي(
وثابت يتم القفز إلى الفكرة الجديدة وبعدها تسد الفجوة.
قد تكون أفكار خاطئة أو غير مقبولة في البداية ثم يتم تحسينها وتطويرها.
ينظر بطريقة غير مألوفة أي بمنظار واسع.
كتاب واحد لجميع المقررات يتم تفكيكه وتجميعه.
أنواع التفكير المركب:
1 ـ التفكير الناقد.
2 ـ التفكير الإبداعي.
3 ـالتفكير العلمي.
4 ـ التفكير المنطقي.
5 ـ التفكير المعرفي.
6 ـ التفكير فوق المعرفي.
7 ـ التفكير الخرافي.
8 ـ التفكير التسلطي.
9 ـ التفكير التوفيقي أو المساير.
ويشمل كل نوع من أنواع التفكير السابقة عدة مهارات تميزه عن غيره.
طبيعته وتعريفاته وخصائصه ومهاراته.
أولاً ـ التفكير الناقد:
يعد التفكير الناقد من أكثر أشكال التفكير المركب استحواذاً على اهتمام الباحثين والمفكرين التربويين، وهو في عالم الواقع يستخدم للدلالة على مهام كثيرة منها:
الكشف عن العيوب والأخطاء، والشك في كل شيء، والتفكير التحليلي، والتفكير التأملي، ويشمل كل مهارات التفكير العليا في تصنيف بلوم.
* تعريفه: عرفه بعضهم بأنه فحص وتقييم الحلول المعروضة.
وهو حل المشكلات، أو التحقق من الشيء وتقييمه بالاستناد إلى معايير متفق عليها مسبقاً.
وهو تفكير تأملي ومعقول، مركَّز على اتخاذ قرار بشأن ما نصدقه ونؤمن به أو ما نفعله.
والتفكير الناقد هو التفكير الذي يتطلب استخدام المستويات المعرفية العليا الثلاث في تصنيف بلوم ( التحليل ـ التركيب ـ التقويم ).
مهارات التفكير الناقد:
لخص بعض الباحثين مهارات التفكير الناقد في الآتي:
1 ـ التمييز بين الحقائق التي يمكن إثباتها.
2 ـ التمييز بين المعلومات والادعاءات.
3 ـ تحديد مستوى دقة العبارة.
4 ـ تحديد مصداقية مصدر المعلومات.
5 ـ التعرف على الادعاءات والحجج.
6 ـ التعرف على الافتراضات غير المصرح بها.
7 ـ تحديد قوة البرهان.
8 ـ التنبؤ بمترتبات القرار أو الحل.
معايير التفكير الناقد:
يقصد بمعايير التفكير الناقد تلك المواصفات العامة المتفق عليها لدى الباحثين في مجال التفكير، والتي تتخذ أساساً في الحكم على نوعية التفكير الاستدلالي أو التقويمي الذي يمارسه الفرد في معالجة الموضوع ويمكن تلخيص هذه المعايير في التالي:
1 ـ الوضوح: وهو من أهم معايير التفكير الناقد باعتباره المدخل الرئيس لباقي المعايير الأخرى، فإذا لم تكن العبارة واضحة فلن نستطيع فهمها، ولن نستطيع معرفة مقاصد المتكلم، وعليه فلن يكون بمقدورنا الحكم عليه.
2 ـ الصحة: وهو أن تكون العبارة صحيحة وموثقة، وقد تكون العبارة واضحة ولكنها ليست صحيحة.
3 ـ الدقة: الدقة في التفكير تعني استيفاء الموضوع صفة من المعالجة، والتعبير عنه بلا زيادة أو نقصان.
4 ـ الربط: ويقصد به مدى العلاقة بين السؤال أو المداخلة بموضوع النقاش.
5 ـ العمق: ويقصد به ألا تكون المعالجة الفكرية للموضوع أو المشكلة في كثير من الأحوال مفتقرة إلى العمق المطلوب الذي يتناسب مع تعقيدات المشكلة، وألا يلجأ في حلها إلى السطحية.
6 ـ الاتساع: ويعني الأخذ بجميع جوانب الموضوع.
7 ـ المنطق: ويعني أن يكون الاستدلال على حل المشكلة منطقياً ؛ لأنه المعيار الذي استند إليه الحكم على نوعية التفكير، والتفكير المنطقي هو تنظيم الأفكار وتسلسلها وترابطها بطريقة تؤدي إلى معنى واضح، أو نتيجة مترتبة على حجج معقولة.
التفكير الإبداعي:
تعريفه: هو نشاط عقلي مركب وهادف توجهه رغبة قوية في البحث عن حلول، أو التوصل إلى نتائج أصيلة لم تكن معروفة سابقاً.
يتميز التفكير الإبداعي بالشمول والتعقيد، لأنه ينطوي على عناصر معرفية وانفعالية وأخلاقية متداخلة تشكل حالة ذهنية فريدة.
مهارات التفكير الإبداعي:
أولاً ـ الطلاقة: وهي القدرة على توليد عدد كبير من البدائل أو الأفكار عند الاستجابة لمثير معين، والسرعة والسهولة
في توليدها، وهي في جوهرها عملية تذكر واستدعاء لمعلومات أو خبرات أو مفاهيم سبق تعلمها.
وتشتمل الطلاقة على الأنواع التالية:
1 ـ الطلاقة اللفظية.
2 ـ طلاقة المعاني.
3 ـ طلاقة الأشكال.
ثانياً ـ المرونة: وتعني القدرة على توليد الأفكار المتنوعة التي ليست من نوع الأفكار المتوقعة عادة، وتوجيه أو تحويل مسار التفكير مع تغير المثير أو متطلبات الموقف، وهي عجميل الجمود الذهني الذي يعني تبني أنماط ذهنية محددة سلفاً وغير قابلة للتغير حسب ما تستدعي الحاجة.
ثالثاً ـ الأصالة: وتعني الخبرة والتفرد، وهي العامل المشترك بين معظم التعريفات التي تركز على النواتج الإبداعية كمحل للحكم على مستوى الإبداع.
رابعاً ـ الإفاضة: وهي القدرة على إضافة تفاصيل جديدة ومتنوعة لفكرة أو حل المشكلة.
خامساً ـ الحساسية للمشكلات: ويقصد بها الوعي بوجود مشكلات أو حاجات أو عناصر ضعف في البيئة أو الموقف.
الفرق بين التفكير الناقد والتفكير الإبداعي:
التفكير الناقد التفكير الإبداعي
1 ـ تفكير متقارب. 1 ـ تفكير متشعب.
2 ـ يعمل على تقييم مصداقية أمور موجودة. 2 ـ يتصف بالأصالة.
3 ـ يقبل المبادئ الموجودة ولا يعمل 3 ـ عادة ما ينتهك مبادئ موجودة
على تغييرها. ومقبولة.
4 ـ يتحدد بالقواعد المنطقية، 4 ـ لا يتحدد بالقواعد المنطقية،
يتطلبان وجود مجموعة من الميول والاستعدادات لدى الفرد.
يستخدمان أنواع التفكير العليا كحل المشكلات واتخاذ القرارات وصياغة المفاهيم.
التفكير المعرفي:
مهاراته:
1 ـ مهارات التركيز:
* توضيح ظروف المشكلة.
* تحديد الأهداف.
2 ـ مهارات جمع المعلومات:
* الملاحظة: وتعني الحصول على المعلومات عن طرق أحد الحواس أو أكثر.
* التساؤل: وهو البحث عن معلومات جديدة عن طريق إثارة الأسئلة.
3 ـ التذكر:
* الترميز: ويشمل ترميز وتخزين المعلومات في الذاكرة طويلة الأمد.
* الاستدعاء: استرجاع المعلومات من الذاكرة طويلة الأمد.
4 ـ مهارات تنظيم المعلومات:
* المقارنة: وتعني ملاحظة أوجه الشبه والاختلاف بين شيئين أو أكثر.
* التصنيف: وضع الأشياء في مجموعات وفق خصائص مشتركة.
* الترتيب: وضع الأشياء أو المفردات في منظومة أو سياق وفق أسس معينة
5 ـ مهارات التحليل:
* تحديد الخصائص والمكونات والتمييز بين الأشياء.
* تحديد العلاقات والأنماط، والتعرف على الطرائق الرابطة بين المكونات.
6 ـ المهارات الإنتاجية / التوليدية:
* الاستنتاج: التفكير فيما هو أبعد من المعلومات المتوافرة لسد الثغرات فيها
* التنبؤ: استخدام المعرفة السابقة لإضافة معنى للمعلومات الجديدة، وربطها بالأبنية المعرفية القائمة.
* الإسهاب: تطوير الأفكار الأساسية، والمعلومات المعطاة، وإغناؤها بتفصيلات مهمة، وإضافات قد تؤدي إلى نتاجات جديدة.
* التمثيل: إضافة معنى جديد للمعلومات بتغيير صورتها ( تمثيلها برموز، أو مخططات، أو رسوم بيانية ).
7 ـ مهارات التكامل والدمج:
* التلخيص: تقصير الموضوع وتجديده من غير الأفكار الرئيسة بطريقة فعالة.
* إعادة البناء: تعديل الأبنية المعرفية القائمة لإدماج معلومات جديدة.
8 ـ مهارات التقويم:
* وضع محكَّات: وتعني اتخاذ معايير لإصدار الأحكام والقرارات.
* الإثبات: تقديم البرهان على صحة، أو دقة الادعاء.
* التعرف على الأخطاء: وهو الكشف عن المغالطات، أو الوهن في الاستدلالات المنطقية، والتفريق بين الآراء والحقائق.
التفكير فوق المعرفي:
ظهر هذا النوع من أنواع التفكير في بداية السبعينات ليضيف بعدا جديدا في مجال علم النفس المعرفي، وفتح آفاق واسعة للدراسات التجريبية، والمناقشات النظرية في موضوعات الذكاء والتفكير والذاكرة والاستيعاب ومهارات التعلم.
تعريفه:
اختلف المتخصصون في دراسة تعليم التفكير في وضع مفهوم محدد للتفكير فوق المعرفي، ورغم اختلاف هذه التعريفات إلا أننا نجد تقاربا واضحا في المضمون، ومن أهم التعريفات، وأكثرها شيوعا الآتي:
التفكير فوق المعرفي: عبارة عن عمليات تحكم عليا، وظيفتها التخطيط والمراقبة والتقييم لأداء الفرد في حل المشكلة، أو الموضوع.
* هو قدرة على التفكير في مجريات التفكير، أو حوله.
* هو أعلى مستويات النشاط العقلي الذي يبقي على وعي الفرد لذاته.
مهارات التفكير فوق المعرفية:
أولا ـ التخطيط: ومهارته هي:
1 ـ تحديد الهدف، أو الشعور بوجود مشكلة، وتحديد طبيعتها.
2 ـ اختيار استراتيجية التنفيذ ومهاراته.
3 ـ ترتيب تسلسل الخطوات.
4 ـ تحديد الخطوات المحتملة.
5 ـ تحديد أساليب مواجهة الصعوبات والأخطاء.
6 ـ التنبؤ بالنتائج المرغوب فيها، أو المتوقعة.
ثانيا ـ المراقبة والتحكم: مهاراته:
1 ـ الإبقاء على الهدف في بؤرة الاهتمام.
2 ـ الحفاظ على تسلسل الخطوات.
3 ـ معرفة متى يتحقق هدف فرعي.
4 ـ معرفة متى يجب الانتقال إلى العملية التالية.
5 ـ اختيار العملية الملائمة.
6 ـ اكتشاف العقبات والأخطاء.
7 ـ معرفة كيفية التغلب على العقبات، والتخلص من الأخطاء.
ثالثا ـ التقييم: ومهارته هي:
1 ـ تقييم مدى تحقيق الهدف.
2 ـ الحكم على دقة النتائج وكفايتها.
3 ـ تقييم مدى ملاءمة الأساليب التي استخدمت.
4 ـ تقييم كيفية تناول العقبات والأخطاء.
5 ـ تقييم فاعلية الخطة وتنفيذها.
عوامل نجاح تعليم التفكير:
يترتب نجاح عملية تعليم التفكير ومهاراته على عدة عوامل هامة هي:
1 ـ المعلم.
2 ـ استراتيجية تعليم مهارة التفكير.
3 ـ البيئة المدرسية والصفية.
4 ـ ملاءمة النشاطات التعليمية لمهارات التفكير.
وسأخص منها بالحديث المفصل دور المعلم؛ لأنه أحد مرتكزات التعليم الفاعلة التي يعتمد عليها تعليم عملية التفكير بنجاح، وكذلك استراتيجية تعليم مهارة التفكير لأنها موضوع الدراسة التي نحن بصددها.
أولا ـ المعلم:
يعد المعلم من أهم عوامل نجاح برنامج تعليم التفكير ؛ لأن النتائج المتحققة من تطبيق أي برنامج لتعليم التفكير ومهاراته تتوقف بدرجة كبيرة على نوعية التعليم الذي يمارسه المعلم داخل الغرف الصفية.
وسنذكر في هذا السياق مجموعة من السلوكيات التي يجب على المعلمين التحلي بها من أجل توفير البيئة الصفية المناسبة لإنجاح عملية تعليم التفكر وتعلمه:
1 ـ مراعاة الاستماع للطلاب:
إن الاستماع للطلاب يمكن المعلم من التعرف على أفكارهم عن قرب.
2 ـ احترام التنوع والانفتاح:
يتطلب تعليم التفكير إدماج الطلاب في عملية التفكير ذاتها التي يقومون بتعلمها، أو وضعهم في مواقف تحتاج منهم ممارسة نشاط التفكير، وليس إشغالهم في البحث عن إجابة صحيحة لكل سؤال. لذلك فإن المعلم الذي يلح على الامتثال والتوافق مع الآخرين في كل شيء يقتل التفكير والأصالة والإبداع لدى الطلبة.
3 ـ تشجيع المناقشة والتعبير:
يحتاج الطلبة دائما إلى فرص للتعبير عن آرائهم، ومناقشة وجهات نظرهم مع زملائهم ومعلميهم. وعلى المعلم أن يهيئ لطلابه فرصا للنقاش، ويشجعهم على المشاركة فيه.
4 ـ تشجيع التعلم النشط:
يحتاج تعليم التفكير وتعلمه إلى قيام الطلاب بدور نشط يتجاوز حدود الجلوس والاستماع السلبي لتوجيهات المعلم وشروحاته وتوضيحاته.
إن التعلم النشط يعني ممارسة الطلاب لعمليات الملاحظة والمقارنة والتصنيف والتفسير وفحص الفرضيات، والبحث عن الافتراضات، والانشغال في حل مشكلات حقيقية. لذلك على المعلم أن يغير من أنماط التفاعل الصفي التقليدية حتى يقوم الطلاب أنفسهم بتوليد الأفكار بدلا من اقتصار دورهم على الاستماع لأفكاره ليس غير.
5 ـ تقبل أفكار الطلاب:
يتأثر التعليم الذي يهدف إلى تنمية التفكير بكثير من العوامل التي تتراوح بين العواطف، والضغوط النفسية، والثقة بالنفس، وصحة الطالب، وخبراته الشخصية، وبين اتجاهات المعلم نحو طلبته. لهذا فإن المعلم مطالب بأن يلعب أدوارا عدة، من بينها دور الأب والمرشد والصديق والقائد والموجه. وعندما يتقبل المعلم أفكار الطلاب بغض النظر عن درجة موافقته عليها، فإنه يؤسس بذلك بيئة صفية تخلو من التهديد، وتدعو الطلاب إلى المبادرة والمخاطرة والمشاركة، وعدم التردد في التعبير عن أفكارهم.
6 ـ إعطاء وقت كاف للتفكير:
عندما يعطي المعلم طلبته وقتا كافيا للتفكير في المهمات والنشاطات التعليمية، فإنه يرسخ بذلك بيئة محفزِّة للتفكير التأملي، وعدم التسرع والمشاركة.
7 ـ تنمية ثقة الطلبة بأنفسهم:
تطور الثقة بالنفس نتيجة للخبرات الشخصية، وعندما تتوافر لدينا الثقة بأنفسنا، فإننا قد ننجح في حل مشكلات تتجاوز توقعاتنا. أما عندما تتقدم الثقة بأنفسنا فإننا قد نخفق في معالجة مشكلات بسيطة. لذلك فإن المعلم مطالب بتوفير فرص لطلبته يراكمون من خلالها خبرات ناجحة في التفكير حتى تنمو ثقتهم بأنفسهم، وتتحسن قدراتهم ومهاراتهم التفكيرية.
8 ـ إعطاء تغذية راجعة إيجابية:
يحتاج الطلاب عندما يمارسون نشاطات التفكير إلى تشجيع المعلم، ودعمه حتى لا تهتز ثقتهم بأنفسهم. ويستطيع المعلم أن يقوم بهذه المهمة دون أن يحبط الطالب، أو يقسو عليه إذا التزم بالمنحى التقويمي الإيجابي بعيدا عن الانتقادات الجارحة، أو التعليقات.
9 ـ تثمين أفكار الطلاب:
من الطبعي أن يواجه المعلم مواقف كثيرة عندما يكون التركيز على تعليم التفكير في صفوف خاصة بالطلاب الموهوبين أو المتفوقين. والمعلم الذي يهتم بتنمية تفكير طلابه لا يتردد في الاعتراف بأخطائه، أو التصريح بأنه لا يعرف الإجابة عن سؤال ما. كما أنه لا يتوانى عن التنويه بقيمة الأفكار التي يطرحها الطلاب.
ثانيا ـ استراتيجية تعليم مهارات التفكير:
يتوقف نجاح برنامج تعليم مهارات التفكير على مدى توافر عناصر أخرى بالإضافة إلى توافر المعلم المؤهل، وتعد استراتيجية التعليم عنصرا في غاية الأهمية لتنفيذ برنامج تعليم التفكير بشكل فاعل، وسواء استخدم المعلم أسلوبا مباشرا، أم غير مباشر في تعليم أي مهارة تفكير.
وتتألف الاستراتيجية لتعليم مهارات التفكير من عدة خطوات هي:
أولا ـ عرض المهارة:
يقوم المعلم بعرض مهارة التفكير المطلوبة لأول مرة عندما يلاحظ أن طلابه بحاجة إلى تعلمها لإنجاز مهمات تعلمَّية تتعلق بموضوع الدرس، أو عندما يجد أن الموضوع الذي يدرِّسه مناسب لعرض المهارة، وشرحها. وفي كلتا الحالتين ينبغي أن يكون التركيز منصبا على تعليم المهارة ذاتها، وليس الانشغال بموضوع الدرس، أو الخلط بين المهارة ومحتوى الدرس.
وخلال هذه المرحلة يتناول المعلم الأمور الآتية:
1 ـ التصريح بأن هدف الدرس هو تعلُّم مهارة تفكير جديدة.
2 ـ توضيح المصطلح اللغوي، أو اسم المهارة باللغتين العربية والإنجليزية (لطلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية).
3 ـ إعطاء كلمات أخرى مرادفة لمفهوم المهارة، أو معناها.
4 ـ تعريف المهارة بعبارة واضحة ومتقنة.
5 ـ تحديد وتوضيح الطرق والمقاصد التي يمكن استخدام المهارة فيها سواء أكان ذلك في موضوع دراسي معين، أم في النشاطات المدرسية، أم الخبرات الشخصية للطلاب.
6 ـ شرح أهمية المهارة والفوائد المرجوة من تعلمها، وإتقان استخدامها.
ثانيا ـ شرح المهارة:
يتم شرح المهارة بعد الانتهاء من تقديم مهارة التفكير باختصار في مدة لا تتجاوز خمس دقائق، وفي هذه الخطوة يقوم المعلم بشرح القواعد، أو الخطوات التي يجب اتباعها عند تطبيق المهارة، مبينا كيفية تنفيذ ذلك وأسبابه، وحتى يسهل على الطلاب فهم الخطوات يحسن بالمعلم أن يعطي أمثلة من الموضوع الذي يقوم بتدريسه.
ثالثا ـ توضيح المهارة بالتمثيل:
في هذه المرحلة يعرض المعلم مثالا من موضوع الدرس، ويقوم باستعراض خطوات تطبيق المهارة خطوة خطوة بمشاركة الطلاب، ويتضمن عرضه للمثال إنجاز المهارات الآتية:
1 ـ تحديد هدف المهارة.
2 ـ تحديد كل خطوة من خطوات التنفيذ.
3 ـ إعطاء مبررات لاستخدام كل خطوة.
4 ـ توضيح كيفية التطبيق وقواعده.
5 ـ يفضل أن تكون أمثلة المعلم مأخوذة من موضوعات دراسية مألوفة لدى الطلبة، أو من خبراتهم الشخصية.
رابعا ـ مراجعة خطوات التطبيق:
بعد أن ينتهي المعلم من توضيح المعارة بالتمثيل يقوم بمراجعة الخطوات التي استخدمت في تنفيذ المهارة، والأسباب التي أعطيت لاستخدام كل خطوة.
خامسا ـ تطبيق الطلاب للمهارة:
يكلف المعلم الطلاب بتطبيق المهارة على مهارات أخرى مشابهة للمثال الذي تم عرضه باستخدام نفس الخطوات والقواعد التي يفضل أن تبقى معروضة على شفافية أمامهم أثناء قيامهم بالتطبيق. ويقوم المعلم أثناء التدريب بالتجول بين الطلاب لمساعدتهم في حالة وجود صعوبات لدى بعضهم، ويقترح أن يعملوا في شكل مجموعات.
سادسا ـ المراجعة الختامية:
تتضمن هذه المرحلة مراجعة شاملة لمهارة التفكير التي تعلموها. ويقود المعلم عملية المراجعة لتتناول النقاط الآتية:
1 ـ مراجعة خطوات تنفيذ المهارة، والقواعد التي تحكم استخدامها.
2 ـ عرض المجالات الملائمة لاستخدام المهارة.
3 ـ تحديد العلاقات بين المهارة موضوع الدرس، والمهارات الأخرى التي تعلموها.
4 ـ مراجعة تعريف المهارة.
• أساسي ( ويشتمل على المعرفة والاستدعاء، الاستيعاب والتفسير، الملاحظة، التطبيق، المقارنة، التصنيف، التلخيص، تنظيم المعلومات (
• المركب ( ويشتمل على الناقد، الإبداعي، حل المشكلات، اتخاذ القرار(
• فوق المعرفي ( ويشتمل على التخطيط، مراقبة، تقويم(
الفرق بين التفكير الأساسي والتفكير الإبداعي
التفكير الأساسي:
• يعرف ما يبحث عنه.
• يحفر في مكان واحد إلى الأسفل ليتوصل إلى حل واحد للمشكلة.
• تسلسلي تعتمد كل خطوة على سابقتها.
• النتيجة صحيحة لصحة الخطوات.
• ينظر للمألوف بطريقة مألوفة أي ينظر للأمور البارزة أو المعتادة في الموضوع.
التفكير الإبداعي:
يبحث ولا يعرف ما يبحث عنه حتى يجده.
يحفر في أماكن متعددة فيتوصل لمجموعة من الأفكار لموضوع واحد في اتجاهات مختلفة (جانبي، تباعدي(
وثابت يتم القفز إلى الفكرة الجديدة وبعدها تسد الفجوة.
قد تكون أفكار خاطئة أو غير مقبولة في البداية ثم يتم تحسينها وتطويرها.
ينظر بطريقة غير مألوفة أي بمنظار واسع.
كتاب واحد لجميع المقررات يتم تفكيكه وتجميعه.
أنواع التفكير المركب:
1 ـ التفكير الناقد.
2 ـ التفكير الإبداعي.
3 ـالتفكير العلمي.
4 ـ التفكير المنطقي.
5 ـ التفكير المعرفي.
6 ـ التفكير فوق المعرفي.
7 ـ التفكير الخرافي.
8 ـ التفكير التسلطي.
9 ـ التفكير التوفيقي أو المساير.
ويشمل كل نوع من أنواع التفكير السابقة عدة مهارات تميزه عن غيره.
طبيعته وتعريفاته وخصائصه ومهاراته.
أولاً ـ التفكير الناقد:
يعد التفكير الناقد من أكثر أشكال التفكير المركب استحواذاً على اهتمام الباحثين والمفكرين التربويين، وهو في عالم الواقع يستخدم للدلالة على مهام كثيرة منها:
الكشف عن العيوب والأخطاء، والشك في كل شيء، والتفكير التحليلي، والتفكير التأملي، ويشمل كل مهارات التفكير العليا في تصنيف بلوم.
* تعريفه: عرفه بعضهم بأنه فحص وتقييم الحلول المعروضة.
وهو حل المشكلات، أو التحقق من الشيء وتقييمه بالاستناد إلى معايير متفق عليها مسبقاً.
وهو تفكير تأملي ومعقول، مركَّز على اتخاذ قرار بشأن ما نصدقه ونؤمن به أو ما نفعله.
والتفكير الناقد هو التفكير الذي يتطلب استخدام المستويات المعرفية العليا الثلاث في تصنيف بلوم ( التحليل ـ التركيب ـ التقويم ).
مهارات التفكير الناقد:
لخص بعض الباحثين مهارات التفكير الناقد في الآتي:
1 ـ التمييز بين الحقائق التي يمكن إثباتها.
2 ـ التمييز بين المعلومات والادعاءات.
3 ـ تحديد مستوى دقة العبارة.
4 ـ تحديد مصداقية مصدر المعلومات.
5 ـ التعرف على الادعاءات والحجج.
6 ـ التعرف على الافتراضات غير المصرح بها.
7 ـ تحديد قوة البرهان.
8 ـ التنبؤ بمترتبات القرار أو الحل.
معايير التفكير الناقد:
يقصد بمعايير التفكير الناقد تلك المواصفات العامة المتفق عليها لدى الباحثين في مجال التفكير، والتي تتخذ أساساً في الحكم على نوعية التفكير الاستدلالي أو التقويمي الذي يمارسه الفرد في معالجة الموضوع ويمكن تلخيص هذه المعايير في التالي:
1 ـ الوضوح: وهو من أهم معايير التفكير الناقد باعتباره المدخل الرئيس لباقي المعايير الأخرى، فإذا لم تكن العبارة واضحة فلن نستطيع فهمها، ولن نستطيع معرفة مقاصد المتكلم، وعليه فلن يكون بمقدورنا الحكم عليه.
2 ـ الصحة: وهو أن تكون العبارة صحيحة وموثقة، وقد تكون العبارة واضحة ولكنها ليست صحيحة.
3 ـ الدقة: الدقة في التفكير تعني استيفاء الموضوع صفة من المعالجة، والتعبير عنه بلا زيادة أو نقصان.
4 ـ الربط: ويقصد به مدى العلاقة بين السؤال أو المداخلة بموضوع النقاش.
5 ـ العمق: ويقصد به ألا تكون المعالجة الفكرية للموضوع أو المشكلة في كثير من الأحوال مفتقرة إلى العمق المطلوب الذي يتناسب مع تعقيدات المشكلة، وألا يلجأ في حلها إلى السطحية.
6 ـ الاتساع: ويعني الأخذ بجميع جوانب الموضوع.
7 ـ المنطق: ويعني أن يكون الاستدلال على حل المشكلة منطقياً ؛ لأنه المعيار الذي استند إليه الحكم على نوعية التفكير، والتفكير المنطقي هو تنظيم الأفكار وتسلسلها وترابطها بطريقة تؤدي إلى معنى واضح، أو نتيجة مترتبة على حجج معقولة.
التفكير الإبداعي:
تعريفه: هو نشاط عقلي مركب وهادف توجهه رغبة قوية في البحث عن حلول، أو التوصل إلى نتائج أصيلة لم تكن معروفة سابقاً.
يتميز التفكير الإبداعي بالشمول والتعقيد، لأنه ينطوي على عناصر معرفية وانفعالية وأخلاقية متداخلة تشكل حالة ذهنية فريدة.
مهارات التفكير الإبداعي:
أولاً ـ الطلاقة: وهي القدرة على توليد عدد كبير من البدائل أو الأفكار عند الاستجابة لمثير معين، والسرعة والسهولة
في توليدها، وهي في جوهرها عملية تذكر واستدعاء لمعلومات أو خبرات أو مفاهيم سبق تعلمها.
وتشتمل الطلاقة على الأنواع التالية:
1 ـ الطلاقة اللفظية.
2 ـ طلاقة المعاني.
3 ـ طلاقة الأشكال.
ثانياً ـ المرونة: وتعني القدرة على توليد الأفكار المتنوعة التي ليست من نوع الأفكار المتوقعة عادة، وتوجيه أو تحويل مسار التفكير مع تغير المثير أو متطلبات الموقف، وهي عجميل الجمود الذهني الذي يعني تبني أنماط ذهنية محددة سلفاً وغير قابلة للتغير حسب ما تستدعي الحاجة.
ثالثاً ـ الأصالة: وتعني الخبرة والتفرد، وهي العامل المشترك بين معظم التعريفات التي تركز على النواتج الإبداعية كمحل للحكم على مستوى الإبداع.
رابعاً ـ الإفاضة: وهي القدرة على إضافة تفاصيل جديدة ومتنوعة لفكرة أو حل المشكلة.
خامساً ـ الحساسية للمشكلات: ويقصد بها الوعي بوجود مشكلات أو حاجات أو عناصر ضعف في البيئة أو الموقف.
الفرق بين التفكير الناقد والتفكير الإبداعي:
التفكير الناقد التفكير الإبداعي
1 ـ تفكير متقارب. 1 ـ تفكير متشعب.
2 ـ يعمل على تقييم مصداقية أمور موجودة. 2 ـ يتصف بالأصالة.
3 ـ يقبل المبادئ الموجودة ولا يعمل 3 ـ عادة ما ينتهك مبادئ موجودة
على تغييرها. ومقبولة.
4 ـ يتحدد بالقواعد المنطقية، 4 ـ لا يتحدد بالقواعد المنطقية،
يتطلبان وجود مجموعة من الميول والاستعدادات لدى الفرد.
يستخدمان أنواع التفكير العليا كحل المشكلات واتخاذ القرارات وصياغة المفاهيم.
التفكير المعرفي:
مهاراته:
1 ـ مهارات التركيز:
* توضيح ظروف المشكلة.
* تحديد الأهداف.
2 ـ مهارات جمع المعلومات:
* الملاحظة: وتعني الحصول على المعلومات عن طرق أحد الحواس أو أكثر.
* التساؤل: وهو البحث عن معلومات جديدة عن طريق إثارة الأسئلة.
3 ـ التذكر:
* الترميز: ويشمل ترميز وتخزين المعلومات في الذاكرة طويلة الأمد.
* الاستدعاء: استرجاع المعلومات من الذاكرة طويلة الأمد.
4 ـ مهارات تنظيم المعلومات:
* المقارنة: وتعني ملاحظة أوجه الشبه والاختلاف بين شيئين أو أكثر.
* التصنيف: وضع الأشياء في مجموعات وفق خصائص مشتركة.
* الترتيب: وضع الأشياء أو المفردات في منظومة أو سياق وفق أسس معينة
5 ـ مهارات التحليل:
* تحديد الخصائص والمكونات والتمييز بين الأشياء.
* تحديد العلاقات والأنماط، والتعرف على الطرائق الرابطة بين المكونات.
6 ـ المهارات الإنتاجية / التوليدية:
* الاستنتاج: التفكير فيما هو أبعد من المعلومات المتوافرة لسد الثغرات فيها
* التنبؤ: استخدام المعرفة السابقة لإضافة معنى للمعلومات الجديدة، وربطها بالأبنية المعرفية القائمة.
* الإسهاب: تطوير الأفكار الأساسية، والمعلومات المعطاة، وإغناؤها بتفصيلات مهمة، وإضافات قد تؤدي إلى نتاجات جديدة.
* التمثيل: إضافة معنى جديد للمعلومات بتغيير صورتها ( تمثيلها برموز، أو مخططات، أو رسوم بيانية ).
7 ـ مهارات التكامل والدمج:
* التلخيص: تقصير الموضوع وتجديده من غير الأفكار الرئيسة بطريقة فعالة.
* إعادة البناء: تعديل الأبنية المعرفية القائمة لإدماج معلومات جديدة.
8 ـ مهارات التقويم:
* وضع محكَّات: وتعني اتخاذ معايير لإصدار الأحكام والقرارات.
* الإثبات: تقديم البرهان على صحة، أو دقة الادعاء.
* التعرف على الأخطاء: وهو الكشف عن المغالطات، أو الوهن في الاستدلالات المنطقية، والتفريق بين الآراء والحقائق.
التفكير فوق المعرفي:
ظهر هذا النوع من أنواع التفكير في بداية السبعينات ليضيف بعدا جديدا في مجال علم النفس المعرفي، وفتح آفاق واسعة للدراسات التجريبية، والمناقشات النظرية في موضوعات الذكاء والتفكير والذاكرة والاستيعاب ومهارات التعلم.
تعريفه:
اختلف المتخصصون في دراسة تعليم التفكير في وضع مفهوم محدد للتفكير فوق المعرفي، ورغم اختلاف هذه التعريفات إلا أننا نجد تقاربا واضحا في المضمون، ومن أهم التعريفات، وأكثرها شيوعا الآتي:
التفكير فوق المعرفي: عبارة عن عمليات تحكم عليا، وظيفتها التخطيط والمراقبة والتقييم لأداء الفرد في حل المشكلة، أو الموضوع.
* هو قدرة على التفكير في مجريات التفكير، أو حوله.
* هو أعلى مستويات النشاط العقلي الذي يبقي على وعي الفرد لذاته.
مهارات التفكير فوق المعرفية:
أولا ـ التخطيط: ومهارته هي:
1 ـ تحديد الهدف، أو الشعور بوجود مشكلة، وتحديد طبيعتها.
2 ـ اختيار استراتيجية التنفيذ ومهاراته.
3 ـ ترتيب تسلسل الخطوات.
4 ـ تحديد الخطوات المحتملة.
5 ـ تحديد أساليب مواجهة الصعوبات والأخطاء.
6 ـ التنبؤ بالنتائج المرغوب فيها، أو المتوقعة.
ثانيا ـ المراقبة والتحكم: مهاراته:
1 ـ الإبقاء على الهدف في بؤرة الاهتمام.
2 ـ الحفاظ على تسلسل الخطوات.
3 ـ معرفة متى يتحقق هدف فرعي.
4 ـ معرفة متى يجب الانتقال إلى العملية التالية.
5 ـ اختيار العملية الملائمة.
6 ـ اكتشاف العقبات والأخطاء.
7 ـ معرفة كيفية التغلب على العقبات، والتخلص من الأخطاء.
ثالثا ـ التقييم: ومهارته هي:
1 ـ تقييم مدى تحقيق الهدف.
2 ـ الحكم على دقة النتائج وكفايتها.
3 ـ تقييم مدى ملاءمة الأساليب التي استخدمت.
4 ـ تقييم كيفية تناول العقبات والأخطاء.
5 ـ تقييم فاعلية الخطة وتنفيذها.
عوامل نجاح تعليم التفكير:
يترتب نجاح عملية تعليم التفكير ومهاراته على عدة عوامل هامة هي:
1 ـ المعلم.
2 ـ استراتيجية تعليم مهارة التفكير.
3 ـ البيئة المدرسية والصفية.
4 ـ ملاءمة النشاطات التعليمية لمهارات التفكير.
وسأخص منها بالحديث المفصل دور المعلم؛ لأنه أحد مرتكزات التعليم الفاعلة التي يعتمد عليها تعليم عملية التفكير بنجاح، وكذلك استراتيجية تعليم مهارة التفكير لأنها موضوع الدراسة التي نحن بصددها.
أولا ـ المعلم:
يعد المعلم من أهم عوامل نجاح برنامج تعليم التفكير ؛ لأن النتائج المتحققة من تطبيق أي برنامج لتعليم التفكير ومهاراته تتوقف بدرجة كبيرة على نوعية التعليم الذي يمارسه المعلم داخل الغرف الصفية.
وسنذكر في هذا السياق مجموعة من السلوكيات التي يجب على المعلمين التحلي بها من أجل توفير البيئة الصفية المناسبة لإنجاح عملية تعليم التفكر وتعلمه:
1 ـ مراعاة الاستماع للطلاب:
إن الاستماع للطلاب يمكن المعلم من التعرف على أفكارهم عن قرب.
2 ـ احترام التنوع والانفتاح:
يتطلب تعليم التفكير إدماج الطلاب في عملية التفكير ذاتها التي يقومون بتعلمها، أو وضعهم في مواقف تحتاج منهم ممارسة نشاط التفكير، وليس إشغالهم في البحث عن إجابة صحيحة لكل سؤال. لذلك فإن المعلم الذي يلح على الامتثال والتوافق مع الآخرين في كل شيء يقتل التفكير والأصالة والإبداع لدى الطلبة.
3 ـ تشجيع المناقشة والتعبير:
يحتاج الطلبة دائما إلى فرص للتعبير عن آرائهم، ومناقشة وجهات نظرهم مع زملائهم ومعلميهم. وعلى المعلم أن يهيئ لطلابه فرصا للنقاش، ويشجعهم على المشاركة فيه.
4 ـ تشجيع التعلم النشط:
يحتاج تعليم التفكير وتعلمه إلى قيام الطلاب بدور نشط يتجاوز حدود الجلوس والاستماع السلبي لتوجيهات المعلم وشروحاته وتوضيحاته.
إن التعلم النشط يعني ممارسة الطلاب لعمليات الملاحظة والمقارنة والتصنيف والتفسير وفحص الفرضيات، والبحث عن الافتراضات، والانشغال في حل مشكلات حقيقية. لذلك على المعلم أن يغير من أنماط التفاعل الصفي التقليدية حتى يقوم الطلاب أنفسهم بتوليد الأفكار بدلا من اقتصار دورهم على الاستماع لأفكاره ليس غير.
5 ـ تقبل أفكار الطلاب:
يتأثر التعليم الذي يهدف إلى تنمية التفكير بكثير من العوامل التي تتراوح بين العواطف، والضغوط النفسية، والثقة بالنفس، وصحة الطالب، وخبراته الشخصية، وبين اتجاهات المعلم نحو طلبته. لهذا فإن المعلم مطالب بأن يلعب أدوارا عدة، من بينها دور الأب والمرشد والصديق والقائد والموجه. وعندما يتقبل المعلم أفكار الطلاب بغض النظر عن درجة موافقته عليها، فإنه يؤسس بذلك بيئة صفية تخلو من التهديد، وتدعو الطلاب إلى المبادرة والمخاطرة والمشاركة، وعدم التردد في التعبير عن أفكارهم.
6 ـ إعطاء وقت كاف للتفكير:
عندما يعطي المعلم طلبته وقتا كافيا للتفكير في المهمات والنشاطات التعليمية، فإنه يرسخ بذلك بيئة محفزِّة للتفكير التأملي، وعدم التسرع والمشاركة.
7 ـ تنمية ثقة الطلبة بأنفسهم:
تطور الثقة بالنفس نتيجة للخبرات الشخصية، وعندما تتوافر لدينا الثقة بأنفسنا، فإننا قد ننجح في حل مشكلات تتجاوز توقعاتنا. أما عندما تتقدم الثقة بأنفسنا فإننا قد نخفق في معالجة مشكلات بسيطة. لذلك فإن المعلم مطالب بتوفير فرص لطلبته يراكمون من خلالها خبرات ناجحة في التفكير حتى تنمو ثقتهم بأنفسهم، وتتحسن قدراتهم ومهاراتهم التفكيرية.
8 ـ إعطاء تغذية راجعة إيجابية:
يحتاج الطلاب عندما يمارسون نشاطات التفكير إلى تشجيع المعلم، ودعمه حتى لا تهتز ثقتهم بأنفسهم. ويستطيع المعلم أن يقوم بهذه المهمة دون أن يحبط الطالب، أو يقسو عليه إذا التزم بالمنحى التقويمي الإيجابي بعيدا عن الانتقادات الجارحة، أو التعليقات.
9 ـ تثمين أفكار الطلاب:
من الطبعي أن يواجه المعلم مواقف كثيرة عندما يكون التركيز على تعليم التفكير في صفوف خاصة بالطلاب الموهوبين أو المتفوقين. والمعلم الذي يهتم بتنمية تفكير طلابه لا يتردد في الاعتراف بأخطائه، أو التصريح بأنه لا يعرف الإجابة عن سؤال ما. كما أنه لا يتوانى عن التنويه بقيمة الأفكار التي يطرحها الطلاب.
ثانيا ـ استراتيجية تعليم مهارات التفكير:
يتوقف نجاح برنامج تعليم مهارات التفكير على مدى توافر عناصر أخرى بالإضافة إلى توافر المعلم المؤهل، وتعد استراتيجية التعليم عنصرا في غاية الأهمية لتنفيذ برنامج تعليم التفكير بشكل فاعل، وسواء استخدم المعلم أسلوبا مباشرا، أم غير مباشر في تعليم أي مهارة تفكير.
وتتألف الاستراتيجية لتعليم مهارات التفكير من عدة خطوات هي:
أولا ـ عرض المهارة:
يقوم المعلم بعرض مهارة التفكير المطلوبة لأول مرة عندما يلاحظ أن طلابه بحاجة إلى تعلمها لإنجاز مهمات تعلمَّية تتعلق بموضوع الدرس، أو عندما يجد أن الموضوع الذي يدرِّسه مناسب لعرض المهارة، وشرحها. وفي كلتا الحالتين ينبغي أن يكون التركيز منصبا على تعليم المهارة ذاتها، وليس الانشغال بموضوع الدرس، أو الخلط بين المهارة ومحتوى الدرس.
وخلال هذه المرحلة يتناول المعلم الأمور الآتية:
1 ـ التصريح بأن هدف الدرس هو تعلُّم مهارة تفكير جديدة.
2 ـ توضيح المصطلح اللغوي، أو اسم المهارة باللغتين العربية والإنجليزية (لطلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية).
3 ـ إعطاء كلمات أخرى مرادفة لمفهوم المهارة، أو معناها.
4 ـ تعريف المهارة بعبارة واضحة ومتقنة.
5 ـ تحديد وتوضيح الطرق والمقاصد التي يمكن استخدام المهارة فيها سواء أكان ذلك في موضوع دراسي معين، أم في النشاطات المدرسية، أم الخبرات الشخصية للطلاب.
6 ـ شرح أهمية المهارة والفوائد المرجوة من تعلمها، وإتقان استخدامها.
ثانيا ـ شرح المهارة:
يتم شرح المهارة بعد الانتهاء من تقديم مهارة التفكير باختصار في مدة لا تتجاوز خمس دقائق، وفي هذه الخطوة يقوم المعلم بشرح القواعد، أو الخطوات التي يجب اتباعها عند تطبيق المهارة، مبينا كيفية تنفيذ ذلك وأسبابه، وحتى يسهل على الطلاب فهم الخطوات يحسن بالمعلم أن يعطي أمثلة من الموضوع الذي يقوم بتدريسه.
ثالثا ـ توضيح المهارة بالتمثيل:
في هذه المرحلة يعرض المعلم مثالا من موضوع الدرس، ويقوم باستعراض خطوات تطبيق المهارة خطوة خطوة بمشاركة الطلاب، ويتضمن عرضه للمثال إنجاز المهارات الآتية:
1 ـ تحديد هدف المهارة.
2 ـ تحديد كل خطوة من خطوات التنفيذ.
3 ـ إعطاء مبررات لاستخدام كل خطوة.
4 ـ توضيح كيفية التطبيق وقواعده.
5 ـ يفضل أن تكون أمثلة المعلم مأخوذة من موضوعات دراسية مألوفة لدى الطلبة، أو من خبراتهم الشخصية.
رابعا ـ مراجعة خطوات التطبيق:
بعد أن ينتهي المعلم من توضيح المعارة بالتمثيل يقوم بمراجعة الخطوات التي استخدمت في تنفيذ المهارة، والأسباب التي أعطيت لاستخدام كل خطوة.
خامسا ـ تطبيق الطلاب للمهارة:
يكلف المعلم الطلاب بتطبيق المهارة على مهارات أخرى مشابهة للمثال الذي تم عرضه باستخدام نفس الخطوات والقواعد التي يفضل أن تبقى معروضة على شفافية أمامهم أثناء قيامهم بالتطبيق. ويقوم المعلم أثناء التدريب بالتجول بين الطلاب لمساعدتهم في حالة وجود صعوبات لدى بعضهم، ويقترح أن يعملوا في شكل مجموعات.
سادسا ـ المراجعة الختامية:
تتضمن هذه المرحلة مراجعة شاملة لمهارة التفكير التي تعلموها. ويقود المعلم عملية المراجعة لتتناول النقاط الآتية:
1 ـ مراجعة خطوات تنفيذ المهارة، والقواعد التي تحكم استخدامها.
2 ـ عرض المجالات الملائمة لاستخدام المهارة.
3 ـ تحديد العلاقات بين المهارة موضوع الدرس، والمهارات الأخرى التي تعلموها.
4 ـ مراجعة تعريف المهارة.
الثلاثاء 4 أكتوبر 2016 - 17:46 من طرف مصطفى مرسى
» منهجية مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في ظل المعيار الجديد
الخميس 5 مارس 2015 - 2:58 من طرف دينا بسيوني
» النظام الالكترونى للمراقبة والتحكم والسيطرة بالكاميرات
الخميس 5 مارس 2015 - 2:57 من طرف دينا بسيوني
» تأمين الاحتفالات والمؤتمرات والإجتماعات
الخميس 5 مارس 2015 - 2:56 من طرف دينا بسيوني
» توقيع وتحديد المشاريع الهندسية بأستخدام المساحة
الخميس 5 مارس 2015 - 2:56 من طرف دينا بسيوني
» الابتكار والإبداع في إدارة المخازن ، المواد و المخزون الراكد
الإثنين 22 ديسمبر 2014 - 1:55 من طرف دينا بسيوني
» الأمن الصناعي (مهارات السلامة في مواقع العمل)
الإثنين 22 ديسمبر 2014 - 1:55 من طرف دينا بسيوني
» تخطيط عمليات التخزين والرقابة على المخزون
الإثنين 22 ديسمبر 2014 - 1:54 من طرف دينا بسيوني
» فرصة متميزة لإنشاء مكاتب المقاولات والتشطيبات والمكاتب العقارية
الخميس 19 سبتمبر 2013 - 10:27 من طرف Hussein Juma
» دورة التقييم العقاري(المستوى الاول)
الخميس 19 سبتمبر 2013 - 10:26 من طرف Hussein Juma